الحوثيون جيب فارسي خطير
الحمد لله ر ب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:
فإن العصابة الحوثية جيب صنعه الفرس منذ بداية الثورة الخمينية ، وكانت تسرح وتمرح في مختلف ربوع اليمن: تجند الأتباع ، وتوزع الكتب والمنشورات، وتتدرب على مختلف أنواع الأسلحة وتترقب تعليمات الأكاسرة الجدد.
كان المسئولون اليمنين يعلمون مثل هذه التحركات المريبة ، ومنها دوام سفر مجموعات إلى لبنان ، وهناك يستضيفهم حزب الله ، ثم يأخذ منهم الجوازات اليمنية ، ويمنحهم جوازات إيرانية. وفي بلاد فارس يتدربون عسكريا وسياسيا وفكريا ، وبعد انتهاء مدة التدريب يعودون إلى بلدهم بعد مرورهم من بيروت وأخذ جوازاتهم اليمنية التي ليس فيها أية إشارة تثبت دخولهم إلى إيران.
كان إخواننا السلفيون ينبهون من خطر هذه العصابة ، ومن سوء نوايا قادتها ، وكانوا يجزمون بأنهم سوف يفجرون الوضع في اليمن ، وكان الناس في غفلة عن هذا … وليس هذا الوقت المناسب لنقول أخطأت هذه الجهة وأصابت الأخرى. إن خطرا داهما يهددنا اليوم كما هددنا بالأمس واستباح بيت الله الحرام ، وأسالوا الدم فيه إلى الركب. فيجب أن تتضافر الجهود حكاما ومحكومين لمواجهة هذا الخطر وبتر شوكته ، وإن مما أعلمه حق العلم أن السعودية قاتلت الحوثيين الذين دخلوا أراضيها كأنهم نوع من أنواع الجن التي أفلتت من قيودها ، قاتلتهم في مزارعها وفي المنازل المهجورة ، وبين ثنايا الجبال والوديان ، وقاتلت معهم الأفارقة الذين قيل عنهم أنهم مرتزقة ، فهل هم كذلك أم هم من المتشيعين في القرن الأفريقي؟! ومما أعلمه أيضا أن الجيش السعودي ضبط أكداسا من الأسلحة التي تكفي لإشعال حرب طاحنة ، وأن كثيرا من الذين يقاتلون لا تتجاوز أعمارهم الرابعة عشر ومع ذلك فهم يتقنون استخدام الأسلحة.
ومما لا أشك فيه أن قتال الجندي السعودي الذي يدافع عن بيت الله الحرام جهاد في سبيل الله. أما الأصوات المحمومة التي تطالب السعودية أو اليمن بحل مسألة الحوثيين بالحوار فهي لا تدري مإذا يحدث ، وهذا التفسير من باب حسن الظن بهم، وننصحهم أن لا يتسرعوا في إصدار الأحكام ، أما إن كانوا يدرون أن هذا الجيب الخبيث تحركه إيران من أجل إعادة مجد كسرى أنو شروان ، وهم راضون بذلك فهم لا يقلون خطورة عن الباطنيين وأتباع كسرى.
أسأل الله تعالى أن يرد كيد الأعداء والغزاة إلى نحورهم وأن يخذلهم ويخذل أسيادهم … وأن الذي نريده بعد الانتصار المأمول إن شاء الله أن ينتبه الناس في بلادنا : حكاما ومحكومين إلى الجيوب الفارسية الأخرى وإلى الخلايا النائمة ، ورضي الله عن علي بن أبي طالب الذي يقول : ” اغزوهم قبل أن يغزوكم ، والله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا”.