قالوا عن فضيلة الشيخ
تأبين فضيلة الشيخ من قبل بعض المؤسسات والأفراد
ورابطة علماء المسلمين إذ تنعي الفقيد الراحل تدعو الله تعالى أن يتقبله في الأئمة الصالحين و أن يرفع مقامه في عليين ، وأن يربط على قلوب أهله و محبيه وطلبته أجمعين.
ونسأل الله أن يعوض الأمة في فقده خيراً إنه جواد كريم، وتذكر له مواقفه المشهورة والتصدي للمد الصفوي قبل نحو أربعين سنة وردوده على أهل الأهواء والغلو، وانتصاره لنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم، وجهاده بالكلمة الصادقة النافعة ودعوته لجمع كلمة أهل السنة والجماعة وإثراءه المكتبة الإسلامية بمؤلفاته الأصيلة النافعة.
وفقيدنا الغالي غني عن التعريف، فقد بلغت شهرته الآفاق، وترك اسمه علماً بارزاً في سجل الفكر والدعوة والتاريخ الإسلامي، فقد جمعت كتاباته بين الوعي والعمق والتحقيق والدقة، وكان رحمه الله من أوائل من حذر الأمة من الخطر الصفوي الرافضي الباطني، وله في ذلك كتب عدة منها (وجاء دور المجوس)، وكان آخر ما نشره رحمه الله جزئين من مذكراته التي أرخ فيهما لحقبة مهمة من تاريخ سوريا والمنطقة العربية عموما، نرجو من الله أن يعين أبناءه البررة وإخوانه الكرام على إتمام نشرها لتعم بها الفائدة وتستفيد منها الناشئة والأجيال.
بسم الله الرحمن الرحيم
((مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا))
بمزيد من الأسى والحزن تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية فضيلة الشيخ الداعية المفكر/ محمد بن سرور زين العابدين، والذي وافته المنية فجر يوم السبت ١٢ تشرين الثاني ٢٠١٦ في الدوحة عن عمر يناهز ٧٨ عاما.
لقد كان الشيخ رحمه الله عالماً عاملاً في الدعوة الإسلامية في سورية وخارجها، قضى معظم حياته مهاجراً في سبيل الله ومجاهداً بقلمه ومواقفه، وقد كان الشيخ من الأوائل الذين واجهوا وفضحوا المشروع الإيراني في المنطقة، من خلال المؤلفات والكتابات المتنوعة، والتي كان لها الدور البارز في كشف خفايا خبث هذا المشروع وتوسّعه في المنطقة، إضافة إلى المؤلفات النوعية المميزة التي أثرى بها المكتبة الفكرية الإسلامية.
رحم الله الشيخ الفاضل، والعزاء لعائلة الشيخ وأقربائه ومحبيه وتلامذته وللثورة السورية كلّها، نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويلهم أهله الصبر والسلوان، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المكتب الإعلامي
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
١٢ صفر ١٤٣٨
١٢ تشرين الثاني
وقد فقدت الأمة بفقده علمًا بارزًا من أعلامها المؤثرين في الفكر الإسلامي وفي مسيرة العمل الإسلامي، ومربيًّا فذًّا بنى أجيالاً تحمل الحق وتنافح عنه وترفض الخضوع والاستكانة للباطل وأهله، وهمة عالية تتقاصر دونها همم الشباب إذ كان يجوب الأرض رغم شدة مرضه من أجل خدمة هذا الدين العظيم.
عُرف الفقيد رحمه الله تعالى بمواقفه المبدئية الشجاعة في قضايا الأمة، التي غالبًا ما يعبر عنها بصراحة ووضوح تأييدًا أو رفضًا، الأمر الذي جعله مثابةً علميةً يرجع إليها كثير من طلبة العلم، ومرجعًا دعويًّا كان له أثر بالغ في انتشار تيار الصحوة الإسلامية في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الميلادي الماضي.
لقد كان الشيخ محمد سرور زين العابدين يمثّل تيارًا ناضجًا سياسيًّا من بين المشايخ وأهل العلم. جاهد أعداء الملة بقلمه وكتاباته، ومن أوائل من ناصر الثورة من أهل العلم. وكانت متابعته الحثيثة لواقع حوران مفخرة لنا وباعث اطمئنان. وكان الشيخ من أوائل أهل العلم الذين نبّهوا لخطر الخوارج في الشام ومن أوائل من حارب المجوس والروافض على مستوى المة جميعا. نسأل الله أن يتقبل منه صالح عمله وأن يعوض الساحة من يسدّ فراغه وأن يجعله في مرتبة الشهداء.
امتاز -رحمه الله- بوعيه السياسي وبعد نظره، فكان من أوائل من حذروا من خطر الثورة الخمينية في إيران على الإسلام والمسلمين
رحمه الله وغفر له وأسكنه فردوسه الأعلى، عمل واجتهد، ونفع الله به، وأسس مراكز مميّزة، وألّف كتبًا نافعةً
غفر الله له ورحمه وأحسن منقلبه، وتقبل دعوته وجهاده، وجعل ما أصابه كفارةً وطهورًا ورفعةً، فقد كان في مرضه صابرًا راضيًا
كنا نقرأ له ونحن في بداية الطلب، ونتسابق على نقل كلامه ودرره، أسأل الله أن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة
لو اتخذت حكومات الخليج من هذا الشيخ مستشارًا وأمينًا لربما تفادوا ما يحدث الآن من رفع للرافضة وخفض للسُّنة
رحم الله شيخنا أبا عصام محمد سرور بن نايف زين العابدين، عرفناه منذ الثمانينات مجاهرًا بالحق لا يخشى إلا الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، رحمك الله رحمةً واسعةً يا أيها الشيخ الجليل محمد سرور زين العابدين
كنتَ عقلاً لا يني عن التفكير، وعلمًا لا يني عن التعلم والتعليم، وقلمًا لا يني عن التأليف، ومخططًا لا يني عن التنظيم، وصاحب رأي لا يعرف التقليد.
قلتَ كلمة الحق فأخرجت من بلادك، فخرجت إلى أن دخلت الآخرة من غير بلدك، فرضيت بذلك، لأن الجهر بالحق وطنك
كنتَ ذا حدْس مرهف فما سبقك أحد في كتابك (وجاء دور المجوس) فصخب آنذاك بعضهم، وأقر الآن كلهم -على أنه من قبلك حذّر منهم الأولون كابن تيمية وغيره- إنتاجك غزير على مرضك الممض، فقد سمعت منك كلمةً وأنت على فراش المرض: (هكذا أنا عشتُ مريضًا) ، ربيت طلابًا عشقوا الحرية، وجاهدوا لأجلها مؤمنين بالله واليوم الآخر.
رحمه الله رحمةً واسعةً وأحسن عزاء أسرته ومحبيه، فقد نصح في تحذيره من ثورة الخميني المجوسية، حين خدع به كثير من المسلمين
العلم رحم بين أهله
قال الشيخ عمر الأشقر: اختلفت معه، فلما قدمت قطر، فاجأني باتصاله بي ثم بزيارته لي رحمهما الله تعالى
رحم الله فقيد الأمة الشيخ محمد سرور زين العابدين فقد جسد في كتابه (أزمة أخلاق) فجيعتنا وحمّل (العلماء مسؤولية الأمانة)
اختزال دور الشيخ في كتاب وجاء دور المجوس مع أهمية تنبيهه المبكر للمشروع الطائفي الإيراني لا يغطي جوانب شخصيته الأوسع
مثل الشيخ سرور مرجعية دينية في المنطقة العربية وكان ذا حدب وغيرة على الأمة يتألم لها تعازينا لأهله وطلبته
شاركت أمس في ندوة “جهود الشيخ محمد_سرور_زين_العابدين في التجديد”وذكرت مما عايشته معه بنفسي حرصه وقدرته على استثمار الشباب في مشاريع الأمة
الشيخ محمد سرور زين العابدين
كتب سفره العظيم وجاء دور المجوس قبل 30 سنة وضح فيه ما تفعله #إيران الآن ورفضت نشره في حينها كل دور النشر العربية
حذّر في مجلته “السنة” من الغلاة في الولاة، وحثّ على لزوم مذهب السلف، وصنّف عدة كتب عن مكر الرافضة
فلا غرابة أن يكثر خصومه! حذّر من الطغاة وحذّر من الغلاة في التكفير وألّف كتابا عن جماعة التكفير والهجرة، وآخر عن جماعة التوقف والتبيّن.
بلغني في هذه اللحظة نبأ وفاة الأخ الصديق محمد سرور زين العابدين، رحمه الله تعالى. كان من أصدق من عرفت، وأفى من عرفت، وأشجع من عرفت، وأصبر من عرفت، وأكرم من عرفت، وأعلم من عرفت بسوريا وتاريخ سوريا ورجال سوريا وسكان سوريا، وأكثر من عرفت عطاءً لدينه وأمته وبلاده في الغربة والوطن، والصحة والمرض، والعسر واليسر، والسر والعلن
رحم الله الشيخ الداعية محمد سرور، وغفر له وجبر مصاب أهله، فقد كان رائد صدق أهله، في بيان خطر المجوس منذ عقود
.قبل 35 عامًا كان هذا الرجل يصرخ محذّرًا من خطورة مشروع الخميني على المنطقة وأمنها وشعوبها، فاستخفّوا بنداءاته، يرحمه الله
مات الذي سبق الزمان بفكره
مات الكبير بعلمه وبقدره
كم قد أماط عن النفاق قناعه
وأزاح عن (كسرى) عمامة مكره