وحدث ما كنا نخشاه
التحالف النصيري الفارسي لا يقبل بحال أن يتخلى عن حكم لبنان، بله أن يحكمها خصومه ، لأن لبنان والخط الأمامي لكل من البلدين طيلة عقود ثلاثة .. وعندما أُخرِجَ الجيش السوري وقوات أمنه من باب لبنان، كان مصراً على أن يعود إليها من النافذة.
ولهذا فقد كان التحالف حريصاً على شحن الأجواء منذ خروج القوات السورية من لبنان، وطالما سمع المواطنون تهديدات الرئيس السوري بأن إقرار المحكمة الدولية سيقود إلى حرب أهلية في لبنان، ثم يكرر مساعدو الرئيس هذه التهديدات بطريقة مختلفة. قال أحدهم: إذا تعرضنا لعدوان فسنشعل المنطقة من بحر قزوين وحتى البحر المتوسط، فلماذا قزوين؟، وهل لسورية حدود مع بحر قزوين؟
مرشد الثورة الإيرانية كسرى خامنئي قال مهدداً: سنجعل من لبنان مقبرة للأمريكان وحلفائهم، وجدير بالذكر أن هذا التهديد يأتي رداً على تهديدات أمريكية لإيران بشأن المفاعل النووي الإيراني، فخامنئي لم يقل: سنجعل من إيران مقبرة للأمريكان، وإنما هددهم بلبنان و بالعراق، فمن الذي أعطى هذا الفارسي المتغطرس الحق بملكية وزعامة بلدان عربية؟!
هذه التصريحات السورية الإيرانية لابد وأن يكون لها أثر فعال على شعب لبنان، وبالأخص تصريحات نائب الإمام المعصوم التي تعتبر أمراً شرعياً للحزب الفارسي (حزب الله).
الناس في لبنان الذين نشأوا وترعرعوا على السياسة وتقلباتها، أدركوا أن بلدهم سيتعرض لعاصفة!!. هل هي شبيهة بالعاصفة التي تعرض لها العراق؟، أم هي شبيهة بالحرب الأهلية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي؟ أم هي أشد؟ لا يدرون، ولكنهم ينتظرون ويترقبون هذا المجهول الذي يخشونه أشد الخشية.
لم يطل ا لا نتظار حتى وقعت حرب ضروس بين حزب الله وإسرائيل (في تموز 2006).
أجل لم تقع هذه الحرب بين إسرائيل ولبنان ممثلاً ب حكومته وجيشه وشعبه، وإنما بين إسرائيل وحزب لبناني يمثل الأقلية في نظام ديمقراطي، وهذا من شريعة الغاب التي لا تقرها الأعراف الديمقراطية ولا قوانينها الأرضية.
وبذلت الحكومة اللبنانية جهوداً عربية وعالمية مضنية حتى توقفت الحرب التي ألحقت أعظم الضرر بالمال والأرواح والبنى التحتية، وشردت أكثر من مليون مواطن بعد أن دُم َّر ت منازلهم، أما “الشاطر حسن” فقد خرج منتصراً ومتوجاً بأكاليل الغار على مستوى العالمين: العربي والإسلامي، وليس على مستوى لبنان وحده. كيف ذلك؟ هكذا ناسنا تطغى عواطفهم على عقولهم، وتتحول الهزيمة عندهم إلى نصر، ثم يستيقظون بعد حين فيرون الحقيقة المرة.
ولمّا لم تحقق هذه الحرب ما يريده التحالف (خارج لبنان)، قاد الشاطر حسن مظاهرة صاخبة .. ثم نصب المتظاهرون خيامهم وسط بيروت، ولا تزال منصوبة منذ عدة أشهر على بعد أمتار قليلة من مقر الحكومة، وفي حدود علمي لم أسمع بمثل هكذا مظاهرة. أما مطالبهم فلها ظاهر وباطن: ففي الظاهر يريدون أن تكون مشاركتهم في الحكومة فعالة، وأن تتخذ القرارات بالتوافق وليس بالأكثرية.
أما الحقيقة التي يريدونها ويخفونها بباطنيتهم المعروفة فهي: أن يكون لهم ثلث الأعضاء في مجلس الوزراء، وهو ما يسمى بالثلث المعطل، وإلى جانب الثلث المعطل رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي، وهما من أتباع التحالف .. ثم يصبح القرار بيد الأقلية، فيل غ ون المحكمة الدولية، ويستمر مسلسل الاغتيالات، وتعم الفوضى .. ولا يقبلون بعد ذلك كله إلا أن يعود لبنان إلى حظيرة التحالف الفارسي النصيري، وأن يبقى خطاً أمامياً للدولتين.
وعندما فوجئوا بصمود للحكومة ما كانوا يتوقعونه، نظموا مظاهرة أخرى كانت الغالبية المطلقة فيها من الشيعة مع قلة قليلة من الانتهازيين من طوائف مختلفة، وكان من أهداف هذه المظاهرة: السيطرة على مطار بيروت، وقطع الطرق المؤدية إلى العاصمة، فتصبح الحكومة أسيرة لهم، والضربة القاضية تكون بالعصيان المدني، أو باحتلال مقر الحكومة.
انفجر الشارع السني، وكادت الأمور تتحول إلى حرب أهلية شيعية سنية، ولم يكن ذلك في حسبان المخططين .. فجاءت تعليمات مشددة من طهران تأمر بإلغاء المظاهرة منذ مساء يومها الأول، وعودة المتظاهرين إلى منازلهم. وهذا يعني أنه لابد من وسيلة أخرى من أجل تفجير الوضع الأمني في لبنان.
اتجهت الأنظار نحو تنظيم ((فتح الإسلام)) الذي كثر الحديث عنه في كل من سورية ولبنان منذ عام تقريباً. والذين يعرفون هذا التنظيم قالوا عنه: مجموعة من فتح الانتفاضة انشقت عنها واتخذت لنفسها اسماً جديداً، وعدد أعضائها بضع مئات، وهم من بلدان عربية مختلفة، ونسبة الفلسطينيين بينهم قليلة جداً.
وهذه المعلومات التي يكتنفها الغموض تثير عدداً من الأسئلة:
فتح الانتفاضة حركة استخدمها النظام السوري لضرب منظمة التحرير الفلسطينية، وقد أدت دورها وانتهت ولم يعد لها إلا الاسم فمن أين جاءها هذا العدد؟. وكيف تاب مئات من الشباب بين يوم وليلة وتخلوا عن علمانيتهم وعمالتهم؟
وهل يسمح النظام الأمني في سورية بنشوء جماعات جهادية متطرفة لوجه الله تعالى، ومن غير أن يكون له علاقة بتوجيهها والاستفادة منها؟
ومن أين جاء الجزائري والتونسي واليمني والسعودي والسوري واللبناني لفتح الانتفاضة المستهلكة؟
نعود إلى الحديث عن المخيمات الفلسطينية في لبنان، فنؤكد بأن أي جهة تُتهم بعداوة سكانها إلا أهل السنة، وحكومة يرأسها فؤاد السنيورة مهما قيل عن سلبياتها. ومن الوجهة التاريخية فإن هذه المخيمات تعرضت لاعتداءات همجية، وعمليات إبادة على أيدي الإسرائيليين، والموارنة، والنظام الطائفي السوري، وحركة أمل في وقت كانت تمثل فيه جمهور الشيعة، وكان الشاطر حسن –رغم صغر سنه- عضو المكتب السياسي فيها.
ومن الجدير بالذكر أن قوات النظام الطائفي السوري دخلت لبنان عام 1976م بعد اتفاقها مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والموارنة، وفعلت بالمخيمات وسكانها ما عجزت عنه إسرائيل والموارنة وكل عدو آخر للفلسطينيين. وهي اليوم تملك خلايا نائمة في مختلف المخيمات الفلسطينية مثل فتح الإسلام في نهر البارد وبرج البراجنة، وجند الشام في عين الحلوة، والجبهة الشعبية، القيادة العامة في البقاع الغربي، وفتح الانتفاضة قد تبعث من جديد باسم من أسماء عملاء النظام السوري في لبنان.
إن حشد هذه العناصر التي اختلط فيها المشبوه بالمتطرف. وهذه المسرحية.. مسرحية السيطرة على مواقع ومقرات ” فتح الانتفاضة” في مخيم نهر البارد ومخيمات فلسطينية أخرى. وهذه الأسلحة المتطورة والأموال الوفيرة التي دخلت لبنان. وتحديد ساعة الصفر التي جاءت متزامنة مع إقرار مجلس الأمن للمحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين بقتل الحريري وصحبه. كل ذلك جاء عن طريق سورية وكان له هدفان:
الأول: تنفيذ التهديدات السورية التي سمعها العالم من كبار المسؤولين في هذا البلد الذي يئن من وطأة حكم طائفي بغيض.
الثاني: ضرب السنة بالسنة أي ضرب جمهور أهل السنة الذين التفوا حول الحريري وحكومة السنيورة وعلماء لبنان وفي مقدمتهم المفتي العام بأهل السنة في المخيمات الفلسطينية الذين لا تقل نسبتهم عن 10% من عدد سكان لبنان والذين سوف يتعاطفون معهم عندما يرون اقتحام الجيش وقوات الأمن للمخيمات.
وبعد مضي ثلاثة أسابيع على المواجهة المسلحة بين قوات الجيش وقوات ما يسمى بفتح الإسلام يبدو لي أن الخطة قد فشلت وهذا الذي أرجوه وأتمناه فالمحاصرون في المخيم فقدوا الأمل بوعود من ساقهم إلى حتفهم والمخيمات أخذت درساً من أحداث الماضي المؤلمة وأهل السنة اللبنانيون لا يجهلون الجهة التي تصنع وتصدر مثل هذه الفتن ولا يريدون العودة إلى إمارة سعيد شعبان الإسلامية غفر الله له.
ومن أهم الأسباب التي وأدت المؤامرة في مهدها -إن شاء الله- اعترافات المتهمين الذين حقق معهم من قبل القضاة العسكريين المكلفين بالتحقيق ومن هذه الاعترافات:
– أن عالية هي نقطة الانطلاق ولهذا فقد استأجرت المجموعة “فيلا سكنية” لإعداد الخرائط وتسهيل عمليات الاتصال بالمكلفين.
– بالنسبة لبيروت أعدوا أربع شاحنات مليئة بالمتفجرات يقودها أربعة انتحاريين لتدمير أحد الفنادق الكبرى في وسط بيروت وقد استطلعت العناصر المكلفة مداخل الفندق الذي كانوا يظنون أن بعثة للأمم المتحدة تقيم فيه.
ولمزيد من إشاعة الفوضى والذعر قضت الخطة بأن يتزامن تدمير الفندق مع اقتحام انتحاريين مركزين دبلوماسيين في غرب العاصمة بيروت وشرقها بشاحنتين مفخختين أيضاً.
– وفي حين تكون بيروت تحت وقع الصدمة والتفجيرات في وسطها وغربها وشرقها تقوم المجموعة المسلحة لفتح الإسلام بقطع طريق طرابلس – بيروت عبر تفجير أربع شاحنات أيضاً لنفقي “شكا” القديم والحديث ويعزل الشمال نهائياً عن الجبل وبيروت.
– أما الجهة الشمالية فتقطع مجموعات مسلحة الطريق الدولية عند مفترق ” العبدة” والطريق الفاصلة بين زغرتا وطرابلس وتهاجم مجموعات مسلحة أخرى عدداً من المصارف في وقت واحد وتوجه ضربات قاسية للقوات الأمنية من أجل شل حركتها والسيطرة على المنطقة السنية الشمالية بأكملها وإعلان الإمارة الإسلامية فيها.
ومما يحسن إضافته إلى هذه المعلومات التي نشرتها مصادر قريبة من التحقيق أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد مذهل من الشبكات والخلايا الإرهابية في البقاعين الأوسط والغربي وأثناء مداهمتهم لبعض الشقق في مناطق مختلفة كما أوقفت 12 شخصاً في مركز الأمن العام الحدودي مع سورية وهم يحاولون الدخول إلى الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية وبجوازات سفر مزورة .
وعثرت قوات الأمن مع هؤلاء الذين ألقي القبض عليهم على متفجرات وصواعق وساعات توقيت وكابلات تفجير وجوازات سفر مزورة وسيارات جاهزة للتفجير.
ومما اعترف به بعض الموقوفين أنهم كانوا يخططون للاعتداء على قوات “اليونيفيل” في الجنوب اللبناني.
رئيس الوزراء اللبناني المشهور بهدوئه وقدرته على ضبط أعصابه لم يستطع السكوت على مثل المعلومات الخطيرة فقال في حديث إلى قناة فرنسا “24” التلفزيونية مساء الجمعة 8 – 6 – 2007: “انطلاقاً من التحقيقات التي تجري مع الموقوفين لا شك أن هناك كلاماً يدور حول ارتباطات بينهم وبين بعض أجهزة الاستخبارات السورية. وأضاف: من الخطأ الشديد أن يصار إلى تصور الأمر على أن المشكلة مرتبطة بالقاعدة.. ثم استشهد بقول وليد المعلم وزير الخارجية السوري:” إن الذين وصلوا إلى لبنان ممن انضموا إلى فتح الإسلام، دخلوا عبر سورية”!!
وتقول وسائل إعلامية قريبة من رئيس الوزراء: إن الرئيس السنيورة وضع بين يدي القادة العرب والأمين العام للأمم المتحدة الأدلة الدافعة على تورط النظام السوري وأجهزة مخابراته في مشروع تدمير لبنان.
هذا بعض ما قالته المصادر القريبة من التحقيق عن تورط النظام السوري، ولكن مإذا عن تورط حزب الله الحليف القوي لسورية؟، لم ترد في هذا الصدد إلا إشارات، ولكنها كثيرة:
منها: قول حسن نصر الله في أول تصريح له: الجيش خط أحمر، ودخول المخيمات خط أحمر. وكان هذا التصريح موضع نقد عام.
ومنها: أن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة طلب من حسن نصر الله ممارسة ضغطه على فتح الإسلام ليسلموا أنفسهم للعدالة. ورد محمد رعد رئيس كتلة حزب الله في مجلس النواب على طلب رئيس الوزراء قائلا:
“إنه إيحاء خبيث وتحريضي، وكأن المسألة تحت يدنا، وكأننا نحن الذين نمون على من اعتدى على الجيش اللبناني”.
إلا أن طلب السنيورة لا يأتي من فراغ.
ومنها: أن سلطات الأمن ألقت القبض على متهمين ومعهم أسلحة متطورة في مناطق لبنانية يسيطر عليها حزب الله سيطرةً تامة، ويصعب تصور أن قوات الحزب وأجهزة أمنه الدقيقة لا علم لها بوجودهم.
ومنها: أن قوات الأمن اللبنانية (في 26/5/2007) أطلقت نيرانها على سيارة مرسيدس رفضت الوقوف لتفتيشها عند حاجز قرب المطار، فقتلت أحد ركابها وأصابت آخر بجروح. وتبيّن أن القتيل والجريح هما من حزب الله والمسألة لا تزال قيد التحقيق.
ومنها: أن حركة فتح الإسلام هاجمت السنيورة وسعد الحريري ومفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني، ولكنها لم تهاجم ما يسمى بحزب الله ولا أحداً من رموز الشيعة في لبنان.
ومن جهة أخرى فقد نفّذتْ الحركة أو من يتلطى باسمها تفجيرات في مناطق مختلفة من لبنان: سنية، ودرزية ومسيحية، لكنهم لم يقتربوا من المناطق الشيعية، فما هو السبب؟
وأظن أن هذه الإشارات مجتمعة تصلح كدليل على وجود علاقة بين حزب الله وما يسمى بفتح الإسلام.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل كل من قاتل في طرابلس ونهر البارد هو من فتح الإسلام، ومن العناصر التي تحركها أجهزة الأمن السورية؟
أما فتح الإسلام التي يرأسها شاكر العبسي فلا أشك بارتباطها بأجهزة الأمن السورية، ولا أشك أيضاً أن هذه الأجهزة سهلت لهم نقل الأسلحة المتطورة والمال الوفير الذي يستخدمونه في تجنيد عدد كبير من السنيين الفلسطينيين واللبنانيين، وهناك فراغ قاتل في أوساط شباب أهل السنة في لبنان، فلا هم يرضون بتيار الحريري وتحالفاته ولا الجماعات الإسلامية قادرة على استيعابهم وحل المشكلات التي تواجههم.. وثالثة الأثافي في هذه الفوضى العارمة فتحي يكن وجبهته الجديدة: جبهة العمل الإسلامي المحسوبة على سورية وعلى تيار المعارضة الشيعية في لبنان.
تحركات يكن محرجة وتصريحاته المتناقضة مزعجة ولا أدري مإذا يريد بعد أن بلغ هذا السن –السبعينيات-؟ وهل نسي أن أركان حزبه الجديد كانوا بالأمس أركان الفوضى في إمارة سعيد شعبان الإسلامية.
خلاصة القول: في ظل هذه الظروف التي اختلط فيها الحابل بالنابل انضم إلى فتح الإسلام من لا يعلم شيئاً عن ارتباطاتها المشبوهة كما تعاون ونسق معها أشخاص من المحسوبين على القاعدة.
لقد تكررت هذه الأخطاء في عقود ثلاثة وليس من متعظ.. فأين أين العلماء والدعاة الغيورون على دينهم وشباب أمتهم الذين يستخدمهم عدونا في ضرب أهل السنة بفريق آخر من أهل السنة؟
أما المخيمات الفلسطينية فيكفيها ما دفعته من ثمن باهظ وهي تجري وراء سراب خادع طوال ستين عاماً ولا ينبغي أن تتحول بعد الآن إلى أوكار لقطاع الطرق و”ميليشيات” مسخرة لخدمة الشعوبيين الباطنيين.
وهذا هو الوقت المناسب ليتنادى العلماء والدعاة والجماعات وأهل الرأي إلى مؤتمر عام يتدارسون فيه القرارات الكفيلة بتوحيد كلمة ومواقف أهل السنة وفي طليعة هذه القرارات رفع الظلم وإلغاء اللاءات التي فرضت على الفلسطينيين ومنعتهم من أشياء كثيرة هي بمثابة الضروريات للإنسان. ولن يؤدي هذا المؤتمر العام دوره المنشود إلا إذا اختار لجنة فعّالة تأخذ على عاتقها تنفيذ قرارات المؤتمر. والله أسأل أن لا يتكرر هذا الحدث المؤلم وأن يعود مخيم نهر البارد عامراً ببنيانه وأهله وأن يكون عصياً على جميع أحزاب الله المزورة.